برسم صورتي

Saturday, November 18, 2006

و لسة برسم


ما زلت بفتح صندوق ذكرياتي .. و ما زلت مع ذكريات الرسم
بعد أبلة عزة اللي بسببها اكتشفت قدراتي في الرسم.. اللي قبلها مكنتش واضحة لأني مكنش عندي وقت أمسك ورقة و قلم و كنت طول النهار مقضياها لعب و تنطيط و كنت بدخل البيت تعبانة جدا من كتر اللعب يا دوب بتشطف و آكل و أنام.. فمكنش ممكن أكتشف أي شيء يتعلق بالورقة و القلم غير بعد دخولي المدرسة
المرة دي و أنا في سنة ثانية ابتدائي.. كنت بروح المدرسة و برسم و بلون و باخد درجات حلوة في الرسم و في الاملاء.. لكن كنت لما بروح البيت .. بحل الواجب .. و بنقطع خلاص عن الرسم .. و ده طبعا كان شيء ميرضنيش لكن كنت هعمل إيه..؟
و كان بيتنا صغير .. لكن جميل.. كنت بحبه لأن حيطانه كانت مدهونة باللون الأبيض و كان بيبقى الصبح منور و مليان بهجة.. و كانت حيطانه فاضية مش متعلق فيها لا برواز و لا صورة و لا حاجة خالص.. مش متعلق فيها غير ساعة حائط مكنتش أسمع صوتها الرتيب تيك.. تيك.. تيك .. غير بليل قبل ما أنام بس لما أبطل دوشة و الدنيا تبقى سكوت خالص.. و معرفش ليه صوتها ده كان بيضايقني و كان بيخليني أحس إن مفيش في الكون غيرها و غيري
و في يوم لمحت أختي الكبيرة بترسم فوق سريرها بالقلم الرصاص رسمة صغنونة مش فاكرة كانت إيه.. و كتبت تحت الرسمة إسمها .. و تاريخ اليوم ده..!! و بسبب بياض الحيطان كان لون القلم الرصاص الرمادي واضح أوي في الحيطة و مخلي رسمتها الصغيرة جميلة في عيني.. جميلة أوي.. و الحقيقة الرسمة عجبتني أوي .. و الفكرة عجبتني أكتر .. و مبقتش عارفة مين اللي خلى الرسمة جميلة بالشكل ده.. الحيطان البيضا و لا القلم الرمادي!!؟
و طبعا قررت أعمل زيها و أرسم فوق سريري رسمة أنا كمان.. و طلعت القلم الرصاص و بريته و فكرت هرسم ايه.. أرسم إيه.. آه هرسم شمس.. أنا بحب الشمس.. الشمس مصدر حاجات كتير أوي بتدخل البهجة في حياتي.. النور و الدفا و كمان بتديني سنة!! أيوة سنّة.. لما كان سن من سناني يوقعوا كنت بحطه في منديل و استنى بابا يجي من الشغل و العصرية كدة ناخد أنا و هو سني الواقع ده و نروح عند النيل و أقول : "يا شمس يا شموسة .. خدي سنة العروسة .. و اديني سنة جديدة آكل بيها البسبوسة"!!.. و كأن البسبوسة محتاجة لسنان أصلاً.. المهم قررت أرسم شمس .. و في غفلة عن ماما ابتديت التنفيذ
وقفت على السرير و مسكت القلم الرصاص و فردت إيدي على الآخر و بأقصى ما تطول ايدي طولا و عرضا رسمت دايرة كبيرااااااااااااااااا و نزلت من ع السرير و رجعت لورا و بصيت لها .. بنظرة رضى .. و طلعت ع السرير تاني و ابتديت أرسم للشمس ملامح.. مش الشمس لها ملامح برضه..؟ أكيد لها ملامح .. في كل القصص المصورة اللي قريتها الشمس بيكون لها ملامح و ساعات بتتكلم كمان!! بس خلاص مش ناقص بقى غير الأشعة.. آدي واحد.. التاني .. التالـ ..... في اللحظة دي بقى دخلت ماما.. و شافت الرسمة التجريدية السيريالية التعبيرية .. أو أيا كان اسمها اللي أنا أبدعتها من شوية على الحيطة اللي فوق سريري
برغم أي حاجة ممكن تكون حصلت.. إلا أن الحيطة كانت من أجمل الأدوات اللي الواحد ممكن يرسم عليها :)))) ؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home